كتاب فتح الودود في شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 4)

وَسَلَّمَ يَعُودُنِي فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا عَلَى فُؤَادِي فَقَالَ: «إِنَّكَ رَجُلٌ مَفْئُودٌ، ائْتِ الْحَارِثَ بْنَ كَلَدَةَ أَخَا ثَقِيفٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَتَطَبَّبُ فَلْيَأْخُذْ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ فَلْيَجَأْهُنَّ بِنَوَاهُنَّ ثُمَّ لِيَلُدَّكَ بِهِنَّ».

3876 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَصَبَّحَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةٍ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سَمٌّ
===
أقوال. مفؤود (¬1) من أصيب فؤاده، (ابن كلدة) بفتح الكاف واللام "أخا ثقيف" أي ثقيفًا ويضاف أهل القبيلة إليها بالأخ كقوله تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ} (¬2) يتطيب التفعل ما للكمال أو للتكلف للإشارة إن النقصان، فلذلك وصف الدواء من عنده وعلى الأول وصف له ذلك، لئلا يوقعه الطيب في دواء أشق، وأحال الصنية إليه لكونها أسهل عليه، "فليجأهن" (¬3) بالهمزة أي ليدقهن ثم ليلدك بضم اللام وتشديد الدال من لدَّ إذا صب في فمه أي ليجعله في الماء ويسقيك.

3876 - "من تصبح" أي أكل وقت الصباح أي على الريق "سبع تمرات عجوة" روي بإضافة العام إلى الخاص وبنصب عجوة على أنّه تمييز وبجرها على أنه عطف بيان، والعجوة نوع من التمر بالعالية كان قريبًا من المدينة لم يضره، أما
¬__________
(¬1) قال الخطابي: المفؤود هو الذي أصيب فؤاده كما قالوا لمن أصيب رأسه مرؤوس ولمن أصيب بطنه مبطون. انظر معالم السنن (4/ 224).
(¬2) سورة الأحقاف: آية (29).
(¬3) فليجأهن: بفتح الياء والجيم: فليكسرهن.

الصفحة 17