كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 4)
لا أرفع الطرف حولي من مراقبة بقياً علي، وبعض الحزم في الحذر
يسرت لاحتمال الأذى والنصب، فبشرت ببيت في الجنة من قصب، هل أمنت (1) إذ آمنت من الرعب، حتى غنيت عن الشبع بما في الشعب:
لا تحسب المجد تمراً أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا (2) واهاً لها احتملت عض الحصار، وما أطاقت فقد المختار:
يطول اليوم لا ألقاك فيه ... وشهر (3) نلتقي فيه قصير (4) والحبيب سمع المحب وبصره، وله طول محياه وقصره:
أنت كل الناس عندي فإذا غبت عن عيني لم ألق أحد
مكثت للرياسة (5) مواسية وآسية، فثلثت في بحبوحة الجنة مريم وآسية، ثم ربعت البتول فبرعت، نطقت بذلك الآثار وصدعت، خير نساء العالمين أربع.
فصل (6) - إلى البتول سير بالشرف التالد، وسيق الفخر بالأم الكريمة والوالد، حلت في الجيل الجيل، وتحلت بالمجد الأثيل، ثم تولت إلى الظل الظليل:
وليس يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
وأبيها إن أم أبيها، لاتجد لها شبيها، نثرة النبي، وطلة الوصي، وذات
__________
(1) الدرر: ما أمنت.
(2) الشعر في أمالي القالي (1: 112) لبعض العرب.
(3) الدرر: وحول.
(4) البيت لجميل بثينة في ديوانه: 99 وأمالي القالي 1: 202 والزهرة: 60 وروايته: يطول اليوم إن شحطت نواها، وحلو ... الخ.
(5) الدرر: للرسالة.
(6) الدرر: 37.