كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 4)

بمعنى التلاحق صحيح، ففي كتاب "تهذيب اللغة" (¬1): تساوقت الإبل تساوقا [إذا] (¬2) تتابعت، وأما استعماله التساوق في غير هذا الموضع بمعنى التساوي فمستنكر.
وقوله: "فالسبق لمن سبق"، إن (¬3) قرئ بإسكان الباء فالمعنى يحتمله، ويكون معناه: فالسبق إلى الدعوى لمن سبق إلى الحضور إلا أن الوجه أن يقال: بفتح الباء، وهو مثل يضرب في تقديم السابق، والله أعلم.
قوله: "فيما إذا أهدى إلى القاضي من لم يكن له عادة بالهدية إليه قبل ولايته، ولا خصومة (¬4) له في الحال جاز له القبول" (¬5).
فيه تساهل، وفي ذلك وجهان:
أحدهما: أنه يكره له (¬6) ذلك لا سيما إذا كان المهدي من أهل ولايته (¬7).
والثاني: أنه يحرم عليه قبولها (¬8)، ولعله (¬9) الأصح فحديث (¬10) أبي حميد
¬__________
(¬1) 9/ 234.
(¬2) ما بين المعقوفتين إضافة من تهذيب اللغة.
(¬3) في (د): (أي).
(¬4) نهاية 2/ ق 175/ ب.
(¬5) الوسيط: 3/ ق 223/ أ.
(¬6) في (أ) زيادة (في).
(¬7) في (د): (ولاية)، وانظر: التهذيب: 8/ 174، فتح العزيز: 12/ 467 - 468، الروضة: 8/ 128، مغني المحتاج: 4/ 393.
(¬8) انظر: المصادر السابقة.
(¬9) في (ب): (وهو) بدل (لعله).
(¬10) كذا في (د)، وفي (أ) و (ب): (بحديث).

الصفحة 375