كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 4)

وحكى ذلك عن أبي حنيفة (¬1) ومالك (¬2) وغيرهما، وحكي عن ابن عباس (¬3) وابن عمر (¬4) وغيرهما (¬5) أن "الخير" فيها هو الاكتساب خاصة، وحكي عن الحسن البصري وسفيان الثوري (¬6) أنهما قالا: هو الأمانة والدين خاصة، ومذهب الشافعي فيه هو الأقوى (¬7)، والله أعلم.
قوله: "العتق يحصل بالإبراء والاعتياض" (¬8).
هذا إخبار منه لجواز الاستبدال عن نجوم الكتابة، وهو اعتياض يجري بين السيد والعبد (¬9) وفيه وجهان على القول الصحيح بأن بيع النجوم من الغير
¬__________
(¬1) لم أجد هذا عنه في كتب المذهب وغيرها، وجاء في كتب المذهب غير منسوب لأحد، أن المراد بـ "الخير" هو ألا يضر بالمسلمين، وقبل: الوفاء وأداء الأمانة والصلاح، وقيل: المال. انظر: تكملة فتح القدير: 9/ 156، والبحر الرائق: 8/ 45، وحاشية رد المختار: 6/ 99.
(¬2) هذا ما حكاه عنه ابن جرير الطبري في تفسيره، وقال ابن عبد البر في الكافي "والخير المذكور فيها هو المال عند مالك وأصحابه، وقد قيل: الخير ههنا الأمانة والقوة على الأداء". انظر: تفسير ابن جرير: 10/ 128، والكافي: 2/ 987، والذخيرة: 11/ 247.
(¬3) روى عنه ابن جرير في تفسيره: 10/ 128، والبيهقي في الكبرى: 10/ 536، والصغير: 2/ 543.
(¬4) روى عنه ابن جرير والبيهقي. انظر: المصادر السابقة.
(¬5) روي ذلك عن مكحول أيضاً. انظر: السنن الكبرى للبيهقي: 10/ 537.
(¬6) انظر قول الحسن والثوري في تفسير ابن جرير: 10/ 128 - 129، والسنن الكبرى: 10/ 537.
(¬7) وهو ما رجحه ابن جرير في تفسيره: 10/ 129 حيث قال: "وأولى هذه الأقوال في معنى ذلك عندي قول من قال: معناه: فكاتبوهم إن علمتم فيهم قوة على الاحتراف والاكتساب والوفاء بما أوجب على نفسه وألزمها".
(¬8) الوسيط: 3/ ق 261/ أ، وتمامه " ... تغليبا لحكم المعاوضة، لكن في صحيح الكتابة".
(¬9) كأن تكون النجوم دنانير، فيعطي بدلها دراهم. انظر: مغني المحتاج: 4/ 537.

الصفحة 424