كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 4)

19 و قوله فى صاحب المخزن، زعيم الدّين، أبى الفضل، يحيى، ابن جعفر 1، يهنّيه بالحجّ الشريف 2

قد برّ حجّ و حجّ برّ
و ضمّ بحر العراق برّ

عاد الزّعيم الكريم يطوى
أرضا لها من تقاه نشر

صدر نفى العجز عنه قلب
ثبت له همّة و صبر

إذا حبا و احتبى بناد
تقول بحر طما و بدر

غوث لمستصرخ و غيث
إن لم يكن فى السّماء قطر

يا من ضروب الورى غثاء
و خلقه للجميع بحر

أنت الذى دينه لباب
يبقى و دنياه منه قشر

قد طلت فرعا و طبت عرفا
و أصل علياك مستقرّ

فاقن لما لا يبيد ممّا
يبيد ذخرا فالخير ذخر

إن قلت شعرا ففيه شرع
و الفكر فى المستحيل كفر

لكن سجاياك لحن غرّا
حقيقة لا كما تغرّ

/فصاغها منطقى عقودا
فوق جيوب العلا تزرّ

تضحى لنحر الولىّ حليا
و هى لنحر العدوّ نحر

كأنّما الشّخص منك فصّ
من المعالى عليه شطر 3

و الشّعر كالشمع منه يقرا
بالسّمع و الطّبع فيه شكر 4

و لست فيما أحوك إلاّ
حاك فمالى عليه أجر

هذا على أنّ لى زمانا
ما دار لى فى القريض فكر

لأنّه يستبيح منّى
حمى له بالعفاف ستر

و تسترقّ الأطماع منّى
حرّا و لا يسترقّ حرّ

فاستوجب الشّكر ربّ برّ
على جميع الورى مبرّ

قلّدنى منّه ابتداء
فاقتادنى و الكريم غرّ

1) هو يحيى بن عبد اللّه بن محمد، المعروف بابن جعفر، كانت وفاته سنة سبعين و خمسمائة. انظر حاشية الخريدة 52، 54.
2) خريدة القصر (العراق) 4/ 1 / 52 - 54.
3) فى الخريدة: «عليه سطر». و ما زال المعنى مستغلقا.
4) كذا ورد البيت هنا، و فى النسخة ب من الخريدة، و هناك رواية لنسخة أخرى: «و الشعر كالسمع».

الصفحة 19