كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 4)

22 و كان يكتب الشّروط، و كان به صمم.
حدّث باليسير، و سمع منه أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن الخشّاب. انتهى.
***

903 - سعد بن محمد بن عبد اللّه بن سعد العيسى الدّيرىّ؛ نسبة إلى دير عثمان، المقدسىّ مولدا و منشأ، الشيخ الإمام العلاّمة سعد الدين، ابن قاضى القضاة شمس الدين، الحنفىّ *

ولد سنة ثمان و ستين و سبعمائة.
و حفظ القرآن و هو صغير، و حفظ كتبا كثيرة، فى الفقه و غيره؛ منها «مختصر ابن الحاجب الأصلى»، و كان سريع الحفظ، مفرط الذكاء، فعنى به أبوه و أعانه هو بنفسه، و أكبّ على الاشتغال إلى أن فاق الأقران، و اشتهر بمعرفة الفقه حفظا، و تنزيلا للوقائع، و استحضارا للخلاف، و كان والده يقدّمه على نفسه فى الفقه.
و ولى عدّة وظائف ببلاده، و قدم القاهرة مرارا، و سمع الحديث على أبى الخير ابن الحافظ صلاح الدين العلائىّ، و على غيره، و حدّث عن العلائىّ بالسّماع و الإجازة مرارا، و ولى مشيخة المؤيّديّة بالقاهرة، عوضا عن أبيه، و باشرها. و انتفع به الناس فى الفتاوى و المواعيد و الاشتغال، مع طلاقة اللسان، و حسن الوجه، و كثرة البشر، و لين الجانب، و فرط التّواضع، مع الوقار، و المهابة، و الدّيانة، و الصّيانة. و ولى قضاء الدّيار المصرية، عوضا عن القاضى بدر الدين العينتابىّ، فباشر بمهابة و عفّة و صرامة، و أحبّه الناس و لا سيّما إذ شرط على نفسه أن يبطل استبدال الأوقاف، فدام ذلك إلى مضىّ ثالث سنة من ولايته، و حصل للأوقاف من ذلك رفق 1 كبير، و عمرت أوقاف الحنفيّة فى ولايته، و كثر متحصّلها بعد أن كان تلاشى أمرها، بكثرة ما بيع منها أنقاضا و استبدالا بالذهب أو الفضة.

*) ترجمته فى: بغية العلماء و الرواة 127 - 140، رفع الإصر 2/ 245، الضوء اللامع 3/ 249، النجوم الزاهرة 16/ 318، 319، نظم العقيان 115، 116. ذكر السخاوى، فى البغية، أن الديرى نسبة إلى مكان بمردى (قرية) جبل نابلس، أو الدير الذى بحارة المرداديين من بيت المقدس.
1) الرفق: النفع.

الصفحة 22