كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 4)

25 إنّه صار رأس الحنفيّة، و المشار إليه فى وقته، مع الصّلاح المفرط، يستسقى به الغيث، و ولى قضاء القضاة، فسار فيه بالسّيرة اللائقة به، من ردع الأمراء و الأكابر، و إقامة الحقّ فيهم، و له تصانيف منها: «تكملة شرح الهداية» للسّروجىّ، و له الشعر الكثير الحسن، قيل: إنّه رأى فى النوم أنّه يقرأ الأسماء الحسنى، فعبّر بأنه يعيش تسعا و تسعين سنة، و كان كذلك.
مات فى ربيع الأوّل سنة سبع و ستين و ثمانمائة.
و من شعره 1:

روّح الرّوح براحات الأمل
و تعلّل بعسى ثم لعلّ

و احتمل أوصاب دهر كدر
فغريق البحر لا يخشى البلل

و ابد للبلوى بوجه طلق
و اترك الشكوى و دع عنك الملل

فمعاناة صروف الدّهر لا
تبعد البلوى و لا تدنى الأجل 2

و إذا ضاق بك الأمر فقل
قدّر اللّه و ما شاء فعل

ما تناهى الخطب إلاّ و انتهى
و بدا النّقص به حتى كمل

و من شعره أيضا 3:

لا تجزعنّ لمكروه أصبت به
و استقبل الصّعب إن فاجاك باللّين

كلّ المصائب فى الدنيا تهون سوى
مصيبة عرضت للمرء فى الدّين

و منه أيضا 4:

لم أنس إذ قالت و قد أزف النّوى
أفديك بالأموال بل بالأنفس

ماذا الفراق فقلت أنت أردته
قالت كذا فعل الجوارى الكنّس

1) نظم العقيان 115.
2) فى نظم العقيان: «فمعاياة. . . . و لا تدنى أمل».
3) نظم العقيان 115.
4) نظم العقيان 116.

الصفحة 25