كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 4)
30
كأنّه نسخة فى المجد مثبتة
و من عداه دخيل فى حواشيها
انظر بعينيك فى الأشخاص هل ترمن
يولى المعالى سواه أو يواليها
و استخبر البيض عن مقدار همّته
يخبرك بالعجز منها عن مواضيها
و استفهم السّمر عن أدنى عزائمه
تجبك عن كنه علياها عواليها
يا من يقيس جداه بالسّحاب أفق
فالبحر يعجز عنها إذ يجاريها
جدواه مال و جدوى السّحب جود حيا
فالفرق كالصّبح يبدو فى دياجيها
أكرم به بشرا أنشاه بارئه
على خلال تعالت عن مباريها
آثاره لك بالتفضيل مفصحة
عن حسن ظاهرها منه و خافيها
من أين ما جئتها تظفر بمخبرها
أم من قوادمها أم من خوافيها
تبارك اللّه كم من آية ظهرت
من مجده و فم الأيّام تاليها
يكفيك أنّ عطاياه و أنعمه
تجيب قبل صداها من يناديها
ما فيه عيب سوى أنّ الوفود له
تنشى بتأهيله قربى أهاليها
أقامه اللّه للأيام يظهر ما
محت يد الدهر من آثار عافيها
إذا تأمّلته حقّ التأمّل يا
من ليس فى قلبه بلوى يناجيها
و منها:
تظنّ أنّ كرام الناس قد نشروا
و الأرض جادت على الدنيا بما فيها
و كم غدت سحب الإحسان ممسكة
وجود كفّك يغنى عن غواديها
إيه لعمرى قد فقت الأنام بما
حويت من رتب أعيت مراقيها
و سدت بالسّؤدد المحض الذى عمرت
ربوعه لك أخلاق تعانيها
و سعدك الجدّ فى تأثيل مكرمة
بين البريّة مشكور مساعيها
دم و ابق و اسلم لمعروف تجدّده
بين الأنام لمرثيها و عافيها
فى دولة بدوام السّعد دائرة
و اللّه باللّطف و الإسعاد حاميها
و اهنأ بنوروز عام عائد أبدا
إليك منه مسرّات تواليها
فى صحة و اغتباط و انبساط يد
فيما له النفس تهوى من مراضيها
و ما لذاتك فى الدنيا و زخرفها
شاء يساوى علاها أو يدانيها
يا من بعليائه الأمثال سائرة
ما بين حاضرها تبدو و باديها
فى مثل ذا اليوم يهدى القادرون إلى
أربابهم غررا تسمو غواليها
الصفحة 30