كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 4)

32
907 - سعد الدّين بن أحمد الرّومىّ، الشهير بسعدى حلبى بن تاج الدّين الآقشهرىّ

أخذ عن المولى ابن سيدى على شارح «شرعة الإسلام»، و محيى الدّين الفنارىّ، و المولى خير الدين.
و اشتغل، و حصّل، و صار مدرّسا بعدّة مدارس، منها إحدى المدارس الثّمان، ثم صار مدرسا و مفتيا ببلدة أماسية، ثم صار مدرسا بمراديّة بروسة، و بها توفّى سنة سبع و سبعين و تسعمائة.
و كان رحمه اللّه تعالى، عالما، عاملا، زاهدا، حسن الأخلاق، له من علم التصوّف حظّ وافر. انتهى، و اللّه تعالى أعلم.
***

908 - سعدى بن ناجى بيك الرّومىّ *

كان أبوه من أمراء الجند، فرغب ولده هذا عن طريقته، و اشتغل بالعلم، و لزم الأفاضل، و تردّد إليهم، و قرأ عليهم، و حصّل الفضائل الجمّة، و قرأ العلوم المهمّة، إلى أن شاعت فضائله فى الآفاق، و بعد صيته عند أهل الخلاف/و الوفاق، و صار مدرسا بمدرسة السلطان مراد خان بمدينة بروسة، و بإحدى المدارس الثّمان، و غيرهما، ثم توجّه إلى الحج الشريف، و عاد إلى بلاده، و رغب عن المناصب، و عيّن له السّلطان فى كلّ يوم ثمانين درهما عثمانيّا، إلى أن مات سنة اثنتين و عشرين و تسعمائة، و كان رجلا فاضلا مفنّنا صدوقا.
حكى صاحب «الشقائق» عن أبيه، أنه قال فى حقّه: لو قلت إنّه لم يكذب مدّة عمره لم أكذب. و كان فى العلوم العربية ممّن جمع و حصّل، و له فيها قصائد جيّدة، و منشآت بليغة، و له «حواش» على «شرح المفتاح»، للسيّد الشريف، «و حاشية» على باب

*) ترجمته فى: شذرات الذهب 8/ 108، الشقائق النعمانية 1/ 490، 491، كشف الظنون 2/ 1765، 2025، الكواكب السائرة 1/ 208، هدية العارفين 1/ 387.

الصفحة 32