كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 4)
41 و زياد بن علاقة، و محارب بن دثار، و طبقتهم. و عنه ابن المبارك، و يحيى القطّان، و ابن وهب، و وكيع، و الفريابىّ، و قبيصة، و أبو نعيم، و محمد بن كثير، و أحمد بن يونس اليربوعىّ، و خلائق.
قال شعبة، و يحيى بن معين، و جماعة: سفيان أمير المؤمنين فى الحديث.
و قال ابن المبارك: كتبت عن ألف و مائة شيخ، ما فيهم أفضل من سفيان.
و قال أبو أسامة: من أخبرك أنّه رأى مثل سفيان، فلا تصدّقه.
و من كلام سفيان، رحمه اللّه تعالى: وددت أنّى نجوت من العلم، لا علىّ و لا لى، و ما من عمل أنا أخوف علىّ منه من الحديث.
و قال: العالم طبيب الدّين، و الدّرهم داء الدّين، فإذا اجترّ الطبيب الدّاء إليه متى يداوى غيره! و قال: ليس شاء أنفع للناس من الحديث.
و كان يقول: ليس طلب الحديث من عدّة الموت، لكنّه علّة تتشاغل به الرّجال.
قال الذّهبىّ، بعد نقل هذا الكلام: قلت: صدق و اللّه، إنّ طلب الحديث شاء غير الحديث، فطلب الحديث اسم عرفىّ لأمور زائدة على تحصيل ماهيّة الحديث، و كثير منها راق إلى العلم، و أكثرها أمور يسعف بها المحدّث؛ من تحصيل النّسخ المليحة، و تطلّب المعالى، و تكثير الشّيوخ، و الفرح بالألقاب و الثّناء، و تمنّى العمر الطويل ليروى، و حبّ التفرّد، إلى أمور كثيرة لازمة للأغراض النّفسانية، لا للأعمال الربّانيّة، فإذا كان طلب الحديث النبوىّ محفوفا بهذه الآفات، فمتى خلاصك منها إلى الإخلاص، فإذا كان علم الآثار مدخولا، فما ظنّك بعلم المنطق و الجدل، و حكمة الأوائل التى تسلب الإيمان، و تورث الشّكوك و الحيرة، التى لم تكن و اللّه من علم الصّحابة و لا التّابعين، و لا من علم الأوزاعىّ و الثّورىّ و مالك و أبى حنيفة و ابن أبى ذئب و شعبة، و لا و اللّه عرفها ابن المنذر، و لا أبو يوسف، القائل: من طلب الدّين بالكلام تزندق.
و لا وكيع، و لا ابن مهدىّ، و لا ابن وهب، و لا الشافعىّ، و لا عفّان، و لا أبو عبيد، و لا ابن المدينىّ و أحمد و أبو ثور و المزنىّ و البخارىّ و الأثرم و مسلم و النّسائىّ و ابن خزيمة و ابن سريج و ابن المنذر، و أمثالهم، بل علومهم القرآن و الحديث و الفقه و النحو، و شبه ذلك. انتهى.
قلت: هذا كلام الذّهبىّ مع أهل زمانه، و نصيحته لهم، فكيف لو رأى أهل زمننا