كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 4)

419 مجيبا و لو كان امرأ القيس الكندىّ، و لا أرتضى لها مهرا إلاّ حبّات القلوب، و لا مجالا إلاّ أرجاء الصّدور، و قد جعل اللّه فيها من الفضل ما يشغلنا حفظه عن تعاطى الإجابة عنه، و قرن بها من الإطراب ما يكفينا تأمّله عن صياغة الألحان له.
قال الثّعالبىّ: و لأبى إسحاق شعر كثير، فمن ذلك قوله فى افتتاح قصيدة 1:

أقسمت باللّه ما يرجى لمعروف
فى الحادثات سوى القاضى ابن معروف

قال: و لابن الحجّاج فى بعض من كان يناوئ ابن معروف من الحكّام 1:

يا أيّها الحاكم الرّقيع
ذقنك فى سلحتى نقيع

إنّ ابن معروف فى محلّ
من أمّه متعب منيع

فضّله اللّه و اجتباه ال‍
أمير و اختاره المطيع

هذا له وحده فقل لى
من أنت فى الناس يا وضيع

و من شعر ابن معروف، من قصيدة قوله:

و لم تسلنى الأيّام عنكم بمرّها
بلى زادنى بعد اللّقاء تتيّما 2

و قد كنت لا أرضى من النّيل بالرّضى
و آخذ ما فوق الرّضى متلوّما

فلمّا تفرّقنا و شطّت بنا النّوى
رضيت بطيف منك يأتى مسلّما

قال الثّعالبىّ، بعد إيراد الأبيات: و وجدتها فى «كتاب الزّهرة» لمحمد بن داود 3.
و من/شعره أيضا قوله 1:

لو كنت تدرى ما الذى صنع الهوى
و الشّوق بالجسم النّحيل البالى 4

لهجرت هجرى و اجتنبت تجنّبى
و وصلت من بعد الصّدود وصالى

و قال أيضا 5:

و ما سرّ قلبى منذ شطّت بك النّوى
نعيم و لا كأس و لا متصرّف

1) يتيمة الدهر 3/ 113.
2) فى النسخ: «تيمما».
3) الزهرة 1/ 215. و نسبها لبعض أهل عصره.
4) فى اليتيمة: «بالجسد النحيل».
5) يتيمة الدهر 3/ 113، 114.

الصفحة 419