كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 4)

420

و ما ذقت طعم الماء إلاّ وجدته
سوى ذلك الماء الذى كنت أعرف

و لم أشهد اللّذّات إلاّ تكلّفا
و أىّ نعيم يقتضيه التّكلّف

و قوله أيضا 1:

احذر عدوّك مرّة
و احذر صديقك ألف مرّة

و لربّما انقلب الصّدي‍
ق فكان أعرف بالمضرّه

***

1365 - عبيد اللّه بن الحسين بن دلاّل بن دلهم، الإمام العلاّمة، و القدوة الفهّامة، أبو الحسن، الكرخىّ *

من أهل كرخ جدّان 2.
سكن بغداد، و درّس بها فقه أبى حنيفة.
حدّث القاضى أبو عبد اللّه الصّيمرىّ، قال: التّدريس ببغداد بعد أبى خازم القاضى، و أبى سعيد البردعىّ، إلى أبى الحسن عبيد اللّه بن الحسين الكرخىّ، و إليه انتهت رئاسة أصحاب أبى حنيفة، و انتشر أصحابه فى البلاد. و كان أبو الحسن مع غزارة علمه، و كثرة رواياته، عظيم العبادة، كثير الصّلاة و الصّوم، صبورا على الفقر و الحاجة، عفيفا عمّا فى أيدى الناس.
قال: و حدّثنى أبو القاسم على بن محمد بن علاّن الواسطىّ، قال: لمّا أصاب أبا الحسن الكرخىّ الفالج فى آخر عمره، حضرته و حضر أصحابه؛ أبو بكر الدّامغانىّ، و أبو علىّ الشّاشىّ، و أبو عبد اللّه البصرىّ، فقالوا: هذا مرض يحتاج إلى نفقة و علاج، و هو مقلّ، و لا يجب أن نبذله للناس، فيجب أن نكتب إلى سيف الدولة، و نطلب منه ما ننفق عليه، ففعلوا ذلك، و أحسّ أبو الحسن بما هم

1) يتيمة الدهر 3/ 114.
*) ترجمته فى: أخبار أبى حنيفة و أصحابه، للصيمرى 160 - 162، الأنساب 235 ظ، 478 ظ، إيضاح المكنون 1/ 354، البداية و النهاية 11/ 224، 225، تاج التراجم 39، تاريخ بغداد 10/ 353 - 355، تذكرة الحفاظ 3/ 855، الجواهر المضية، برقم 894، دول الإسلام 1/ 211، سير أعلام النبلاء 15/ 426، 427، شذرات الذهب 2/ 358، طبقات الفقهاء، للشيرازى 142، طبقات الفقهاء، لطاش كبرى زاده، صفحة 60، العبر 2/ 255، الفهرست 293، الفوائد البهية 108، 109، الكامل 8/ 495، كتائب أعلام الأخيار، برقم 156، كشف الظنون 1/ 563، 570، اللباب 1/ 436، 3/ 35، لسان الميزان 4/ 98، 99، مرآة الجنان 3/ 373، معجم البلدان 4/ 256، المنتظم 6/ 369، 370، هدية العارفين 1/ 646.
2) كرخ جدان: بليد فى آخر ولاية العراق، يناوح خانقين عن بعد، و هو الحد بين ولاية شهرزور و العراق. معجم البلدان 4/ 255.

الصفحة 420