كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 4)
43 دون ما أنت فيه.
و عن ضمرة: سمعت مالكا يقول: إنّما كانت العراق تجيش علينا بالدّراهم و الثّياب، ثم صارت تجيش علينا بسفيان الثّورىّ.
و قال النّووىّ، فى «تهذيب الأسماء و اللغات»: روينا عن عبد الرزّاق، قال: بعث أبو جعفر أمير المؤمنين الخشّابين قدّامة حين خرج إلى مكّة، و قال: إذا رأيتم سفيان الثّورىّ فاصلبوه. فوصلوا مكة، و نصبوا الخشب، و نودى سفيان، فإذا رأسه فى حجر الفضيل بن عياض، و رجله فى حجر ابن عيينة، فقالوا يا أبا عبد اللّه، اتّق اللّه و لا تشمت بنا الأعداء، فتقدّم إلى أستار الكعبة فأخذها، و قال: برئت منه إن دخلها أبو جعفر. فمات أبو جعفر قبل أن يدخل مكّة.
قال النّووىّ: و أحوال الثّورىّ، و الثناء عليه، أكثر من أن تحصر، و أوضح من أن تشهر، و هو أحد أصحاب المذاهب الستّة المتبوعة. انتهى كلام النّووىّ.
و مات بالبصرة، فى شعبان، سنة إحدى و ستين و مائة، مختفيا من المهدىّ؛ لأنّه/ كان كما ذكرناه قوّالا بالحق، شديد الإنكار على الظّلمة، لا تأخذه فى اللّه لومة لائم.
و كان مولده فى سنة سبع و تسعين.
و طلب العلم و هو حدث، فإنّ أباه كان من علماء الكوفة.
و قد ألّف ابن الجوزىّ فى مناقبه «مجلّدا».
رحمه اللّه تعالى، و نفعنا ببركاته فى الدنيا و الآخرة.
***
920 - سفيان بن عيينة بن ميمون، العلاّمة، الحافظ، شيخ الإسلام، أبو محمد، الهلالىّ الكوفىّ *
محدّث الحرم.
*) ترجمته فى: أعيان الشيعة 35/ 151 - 154، الأنساب 573 و، إيضاح المكنون 1/ 303، تاريخ بغداد 9/ 174 - 184، التاريخ الكبير، للبخارى 2/ 2 / 94، 95، تذكرة الحفاظ 1/ 262 - 265، تقريب التهذيب 1/ 312، -