كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 4)
44 مولى محمد بن مزاحم، أخى الضّحّاك بن مزاحم.
ولد سنة سبع و مائة.
و طلب العلم فى صغره، سمع عمرو بن دينار، و الزّهرىّ، و زياد بن علاقة، و أبا إسحاق، و الأسود بن قيس، و زيد بن أسلم، و عبد اللّه بن دينار، و منصور بن المعتمر، و عبد الرحمن بن القاسم، و أمما سواهم.
و حدّث عنه الأعمش، و ابن جريج، و غيرهم من شيوخه، و ابن المبارك، و ابن مهدىّ، و الشافعىّ، و أحمد ابن حنبل، و يحيى بن معين، و إسحاق بن راهويه، و خلق لا ينحصرون.
و كان خلق يحجّون و الباعث لهم لقاء ابن عيينة، و يزدحمون عليه فى أيّام الحج.
و كان إماما، حجّة، حافظا، واسع العلم، كبير القدر، حتى قال الشافعىّ، رضى اللّه تعالى عنه: لو لا مالك و سفيان لذهب علم الحجاز. و قال: وجدت أحاديث الأحكام كلّها عند مالك سوى ثلاثين حديثا، و وجدتها كلّها عند ابن عيينة سوى ستّة أحاديث.
و عن ابن مهدىّ: كان ابن عيينة من أعلم الناس بحديث أهل الحجاز.
و عن البخارىّ: سفيان بن عيينة أحفظ من حمّاد بن زيد.
و عن الشافعىّ، رضى اللّه تعالى عنه: ما رأيت أحدا فيه من آلة العلم ما فى سفيان، و ما رأيت أحدا أكفّ عن الفتيا منه، و ما رأيت أحدا أعلم بتفسير الحديث منه.
و عن ابن وهب: لا أعلم أحدا أعلم بالتفسير منه.