كتاب إكمال تهذيب الكمال ط العلمية (اسم الجزء: 4)

عاش تسعين خريفا همه ... جمع ما يكسب من غير خبث
غير جان في تميم سنة ... تنكس الرأس ولا عهدا نكث
ولقد زل هواه زلة ... يوم صفين فأخطا وحنث
ولعل اللَّه أن يرحمه ... بقيام الليل والصوم اللهث
وتقى كان عليها دائما ... وبكاء ودعاء في الملث
قال: وكان الهيثم عثمانيًّا، وشبث علويًّا. قال: وكان شبث فارسًا ناسكًا من العباد مع علي بن أبي طالب، ثم صار مع الخوارج أميرًا عليهم، ثم تاب ورجع، وشهد قتل الحسين، وكان عليه. . . وذكر وثيمة بن موسى في (كتاب الردة): الذي كان يؤذن لسجاح من غير أن يسميه يقال كان ينادي: يا ضفدع بنت ضفدعين، لحسن ما تنقين، لا الماء تكدرين، ولا الشراب تمنعين، لها نصف الأرض، ولقريش نصفها. . . الكلام إلى آخره. أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدا رسول اللَّه.
وفي كتاب "الطبقات": عن الأعمش قال: شهدت جنازة شبث، فأقاموا العبيد على حدة، والجواري على حدة، والبخت على حدة، والنوق على حدة، وذكر الأصناف قال: رأيتهم ينوحون عليه يلتدمون.
وقال العجلي: كان أول من أعان على قتل عثمان، وأعان على قتل الحسين بن علي، قام رجل من مراد لما قتل علي، فقال: هذا الرجل الذي قتل أمير المؤمنين ينبغي أن يقتل هو ونسبه وأهل بيته. فقال شبث: صدقت، للَّه أبوك. فأخبروه أنه مرادي، فقال: قال اللَّه تعالى: {النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} [المائدة: ٤٥].
وقال الساجي في كتاب "الجرح والتعديل": فيه نظر.
وفي "تاريخ المنتجالي": قال أحمد بن صالح: بئس الرجل شبث بن ربعي.
وقال البرقي: شبث بن ربعي خارجي، وكان من أصحاب علي رضي اللَّه عنه.
وقال أبو العرب: ثنا محمد بن علي بن الحسين الكوفي، ثنا عبد اللَّه بن علي، عن جندل بن والق، عن بكير بن عثمان مولى أبي إسحاق قال: سمعت أبا إسحاق يقول: حججت وأنا غلام، فمررت بالمدينة، فإذا الناس عنق واحد، فاتبعتهم، فدخلوا على أم سلمة زوج النبي صلى اللَّه عليه وسلم، فسمعتها تقول: يا شبث بن ربعي. فأجابها رجل جلف جاف: لبيك يا أمه. فقالت أيسب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في ناديكم؟ فقال: وأنى ذلك؟ قالت: فعلي بن أبي طالب؟ قال: إنا لنقول شيئًا نريد به عرض هذه

الصفحة 8