كتاب نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة (اسم الجزء: 4)

فقال عليّ بن عيسى: لا.
فقال ابن الفرات: هذا رسولك وثقتك ابن قليجة، قد أقرّ عليك بذلك.
فلحق عليّ بن عيسى دهشة، فلم يتكلّم.
فقال ابن الفرات، لأبي جعفر بن البهلول: احفظ إقراره، بأنّ ابن قليجة ثقته ورسوله، وقد أقرّ عليه بذلك.
فقال: أيّها الوزير، لا يسمى هذا مقرّا، هذا مدعي، وعليه البيّنة.
فقال ابن الفرات: فهو ثقته بإنفاذه إيّاه.
قال: إنّما وثّقه في حمل كتاب، فلا يقبل قوله عليه في غيره.
فقال ابن الفرات: يا أبا جعفر أنت وكيله، ومحتجّ عنه، لست حاكما.
فقال: لا، ولكنّي أقول الحقّ في هذا الرجل، كما قلته في حقّ الوزير، أيّده الله، لما أراد حامد بن العباس في وزارته، ومن ضامّه، الحيلة على الوزير أعزّه الله، بما هو أعظم في هذا الباب «1» ، فإن كنت لم أصب حينئذ، فلست مصيبا في هذا الوقت.
فسكت ابن الفرات، والتفت إلى عليّ بن عيسى، وقال: يا قرمطيّ.
فقال له عليّ بن عيسى: أيّها الوزير، أنا قرمطيّ؟ أنا قرمطيّ؟
يعرّض به «2» .
معجم الأدباء 1/85

الصفحة 22