كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 4)

وفي "الصحيحين"، وغيرهما عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيْدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ" (¬1).
وإنَّما مَثَّلها بالثريد إشارة إلى أنها أغنت في نفع الأمة بالعلم ما لم يغنه غيرها من النساء، كما أن الثريد يغني ما لا يُغني غيره.
قال عطاء رحمه الله تعالى: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيًا في العامة. رواه الحاكم (¬2).
وقد علمتَ أن الصديقين هم العلماء الراسخون، وعائشة كانت من الراسخين في العلم.
قال عروة رحمه الله: ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام، والعلم، والشعر، والطب من عائشة (¬3).
وسئل مسروق رحمه الله: كانت عائشة تحسن الفرائض؟ فقال: لقد رأيت الأكابر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألونها عن الفرائض (¬4). رواهما الحاكم، وغيره.
وروى أبو نعيم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إِنَّ أَخْيَارَ
¬__________
(¬1) رواه البخاري (3559)، ومسلم (2446).
(¬2) رواه الحاكم في "المستدرك" (6748).
(¬3) رواه الحاكم في "المستدرك" (6733).
(¬4) رواه الحاكم في "المستدرك" (6736)، وكذا ابن المبارك في "الزهد" (1/ 382).

الصفحة 116