كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 4)

وكذلك قوله: ولا يمزحون أصلًا؛ أي: في أغلب أحوالهم، أو مزحا موافقا لهوى النفس، فأما الممازحة لمطايبة القلوب، وإدخال السرور على قلوب الإخوان فيفعلون.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "إِنيِّ لأَمْزَحُ، وَلا أقوْلُ إِلا حَقًّا"، رواه الطبراني في "الكبير" عن ابن عمر، والخطيب عن أنس - رضي الله عنهم - (¬1).
وفي الخبر: أول ما كتب الله تعالى لموسى عليه السلام: إني أنا الله لا إله إلا أنا، من رضي بحكمي، واستسلم لقضائي، وصبر على بلائي كُتب صديقا، وحشرته مع الصديقين يوم القيامة. ذكره أبو طالب المكي في "القوت" (¬2).
وروى الطبراني في "الكبير" عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَيَّمَا نَاشِئٍ نشأَ فِيْ العِلْمِ وَالعِبَادةِ حَتَّى يَكْبُرَ أَعْطَاهُ اللهُ تَعَالى يَوْمَ القِيَامَةِ ثَوَابَ اثْنَيْنِ وَسَبْعِيْنَ صِدِّيْقًا" (¬3).
قلت: لو اقتصر النبي - صلى الله عليه وسلم - على عدد السبعين لقلنا: إن ذلك جارٍ على سنن التضعيف إلى سبعين ضعفا، أو قلنا: إنه جار على عادة العرب
¬__________
(¬1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (13443)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (3/ 378).
(¬2) انظر: "قوت القلوب" لأبي طالب المكي (2/ 67).
(¬3) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (7590). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 124): فيه يوسف بن عطية، وهو متروك الحديث.

الصفحة 118