كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 4)

إِلى اللهِ فآوَاهُ اللهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَى فَاسَتَحْىَ اللهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللهُ عَنْهُ" (¬1).
وأما التشبه بالعلماء في النهايات فيحصل بأمرين:
- العمل بالعلم.
- وتعليمه لمن لم يعلمه.
وأما العمل بالعلم فإنما يُراد العلم لأجله.
وقد قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لعبد الله بن سلام - رضي الله عنه -: من العلماء؟ قال: الذين يعملون بما يعلمون، قال: فما ينفي العلم من صدور الرجال؟ قال: الطمع. رواه الدارمي (¬2)، وغيره.
وروى الطبراني في "الصغير"، والبيهقي في "الشعب" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا [يومَ القيامةِ] عَالِمٌ لَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمُهُ" (¬3).
¬__________
(¬1) رواه الإمام مالك في "الموطأ" (2/ 960)، والبخاري (66)، ومسلم (2176).
(¬2) رواه الدارمي في "السنن" (575).
(¬3) رواه الطبراني في "المعجم الصغير" (507)، والبيهقي في "شعب الإيمان" 1778). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 185): فيه عثمان البري، قال الفلاس: صدوق لكنه كثير الغلط، صاحب بدعة، ضعفه أحمد والنسائي والدارقطني.

الصفحة 12