كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 4)

فكتب إليه - وأشفق منها -: ما العالم الفاسق؟ قال: فكتب إليه هرم: يا أمير المؤمنين! ما أردت إلا الخير؛ يكون إماماً يتكلم بالعلم ويعمل بالفسق، فيشبه على الناس فيضِلُّون (¬1).
وروى أبو نعيم عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - قال: كان يُقال: تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل، والعالم الفاجر؛ فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون (¬2).
وقال [علي - رضي الله عنه -] (¬3): قصم ظهري [رجلان] (¬4): عالم متهتك، وجاهل متنسك؛ فالجاهل يغشُّ الناس بتنسكه، والعالم ينفرهم بتهتكه (¬5).
وقال همام في المعنى: [من الطويل]
فَسادٌ كَبِيْرٌ عالِمٌ مُتَهَتِّكٌ ... وَأَكبَرُ مِنْهُ جاهِلٌ مُتَنَسِّكُ
هُما فِتْنَةٌ لِلْعالَمِيْنَ كَبِيْرَةٌ ... لِمَنْ بِهِما فِيْ دِيْنِهِ يَتَمَسَّكُ (¬6)
¬__________
(¬1) رواه الدارمي في "السنن" (300).
(¬2) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/ 36).
(¬3) غير واضح في "م" و"ت"، ولعل الصواب ما أثبت.
(¬4) زيادة من "إحياء علوم الدين".
(¬5) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (1/ 58).
(¬6) انظر: "فيض القدير" للمناوي (1/ 221).

الصفحة 19