كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 4)
والأخبار أثرت.
فأما الآيات فمثل قوله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9].
{وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43].
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمران: 18].
{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
وأما ما ورد في فضل العلم والتعليم من الأخبار والآثار، فشيء كثير.
منه: ما رواه الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضاً، وكَانَ منها بُقعةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ منه أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللهُ بِها النَّاسَ، فَشَرُبوا منها وَسَقَوْا ورَعَوا، وَأَصَابَ طَائِفَةً مِنْها أُخْرَى إِنَّما هِيَ قِيعَانٌ لا تُمْسِكُ مَاءً ولا تنبِتُ كَلأً؛ فَذَلِكَ مَثَلُ من فَقُهَ فِي دِينِ اللهِ، وَنَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا ولم يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ" (¬1).
¬__________
(¬1) رواه البخاري (79)، ومسلم (2282).
الصفحة 38