سِكَّةٌ مَأْبُوْرَةٌ" (¬1).
قال في "القاموس": أي: مهرة كثيرة النتاج والنسل. والأصل مؤمرة، وإنما هو للازدواج (¬2)؛ يعني: مع مأبورة؛ أي: مصلحة.
والمهرة: أول ما ينتج من الفرس ومن غيره، أو ولد الفرس (¬3)، والأول أولى.
وإنما كان هذا لأن المستنتج والزارع ينتظران رحمة الله تعالى وما يفتح منها، والاستنتاج والزراعة أَلْيق بحال المتوكل من التجارة.
ومن ذلك القبيل قوله تعالى حكايةً عن موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24].
قال مجاهد: من طعام. رواه ابن أبي شيبة وغيره (¬4).
وإنما كان الطعام خيراً لأنه ينتفع به في بقاء البنية، وبها يقوى العبد على الطاعة، ويكون صلاحه دنيا وأُخرى.
وإذا كان الطعام بتيسير الله تعالى ومحض منته كان خيراً محضاً، ونفعاً صِرفاً، ولذلك لم يتعرض بالسؤال لغير الله تعالى، بل تولَّى إلى
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد في "المسند" (3/ 468)، والطبراني في "المعجم الكبير" (6470).
(¬2) انظر: "القاموس المحيط" (ص: 440) (مادة: أمر).
(¬3) انظر: "القاموس المحيط" (ص: 615) (مادة: مهر).
(¬4) ورواه الطبري في "التفسير" (20/ 59).