ولا شك أنَّ أهل الباطل الذين يموتون عليه مشركين لم يخلقوا للرحمة، إنما خُلقوا للعذاب إلا أن يراد رحمة الدنيا فإنها شاملة للرزق، والأجل المشترك فيه المؤمن والكافر.
فإذا علمت أنَّ طلب الخير لهذه المثابة فقد روى البيهقي في "الأسماء والصفات"، وغيره عن أنس - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُم كُلَّهُ، وَتَعَرَّضُوْا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ؛ فَإِنَّ للهَ - عز وجل - نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيْبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوْا اللهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُم، وُيؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُم" (¬1).
وقد أخرجه في "الشعب" من حديثه، ومن حديث أبي هريرة - رضي الله عنهما -.
وحديث أنس أخرجه - أيضاً - ابن أبي الدنيا في "الفرج"، والحكيم الترمذي في "نوادره" وأبو نعيم (¬2).
وقوله: "اطلبوا الخير"؛ أي: فتشوا عنه، فإن وجدتموه
¬__________
(¬1) رواه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 329)، وكذا الطبراني في "المعجم الكبير" (720).
(¬2) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (1121) عن أنس - رضي الله عنه -. و (1123) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - وقال: وهذا هو المحفوظ دون الأول.
ورواه كذلك ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (ص: 28) لكن عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
ورواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (2/ 293)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/ 162) كلاهما عن أنس - رضي الله عنه -.