كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 4)

وقد حكى النووي في "شرحي مسلم والمهذب" بعد أن قال: إنه مما يجب تأويله، خمسه أقوال ليس هذا منها.
أحدها: لا يتقرب به إليك.
والثاني: لا يضاف إليك على انفراده؛ لا يقال: خالق القردة، بل خالق كل شيء.
والثالث: لا يصعد إليك.
والرابع: والشر ليس شراً بالنسبة إليك.
والخامس: إنه كقولك: فلان إلى بني فلان؛ أي: عداده فيهم (¬1).
وأما قوله تعالى: {بِيَدِكَ الْخَيْرُ} [ال عمران: 26]؛ أي: والشر، كما في قوله: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل: 81]؛ أي: والبرد، فحذف الشر للعلم إيثاراً للأدب، ولأن المحل محل رغبة وطلب؛ أي: بيدك الخير الذي نحن بصدد طلبه لا بيد غيرك، فلا يقدر عليه أحد غيرك، فلا يُطلب إلا منك (¬2).
وفي "معجم الطبراني الكبير": عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ حَيِيٌ كَرِيْمٌ يَسْتَحْيِي أَنْ يَرْفَعَ العَبْدُ يَدَيْهِ فَيَرُدَّهُمَا صِفْرًا لا خَيْرَ فِيهِمَا، فَإِذَا رَفَعَ أَحَدُكُم يَدَيْهِ فَلْيَقُل: يَا حَيُّ يَا قَيُّوْمُ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِيْنَ - ثَلاثَ مَرَّاتٍ -، ثُمَّ إِذَا رَدَّ يَدَيْهِ فَلْيُفْرِغْ [ذلك]
¬__________
(¬1) انظر: "شرح مسلم" (6/ 59)، و "المجموع" للنووي (3/ 263).
(¬2) انظر: "تفسير القرطبي" (4/ 55).

الصفحة 427