كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 4)

لَهَا ملكٌ في رِقٍّ فَخَتَمَ بِخَاتَمٍ ثُمَّ رَفَعَهَا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، فَإِذَا بَعَثَ اللهُ العَبْدَ مِنْ قَبْرِهِ جَاءَ الْمَلَكُ وَمَعَهُ الكِتَابُ يُنَادِي: أَيْنَ أَهْلُ العُهُوْدِ حَتَّى تُدْفَعَ إِلَيْهِم، وَالكَلِمَاتُ أَنْ تَقُوْلَ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادةِ الرَّحْمَنَ الرَّحِيْمَ، إِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ في هَذه الْحَيَاةِ الدُّنْيَا أَنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نفسِي تُقَرِّبْنِي مِنَ الشَّرِّ، وَتُبَاعِدْنِي مِنَ الْخَيْرِ، وَإِنِّي لا أَثِقُ إِلا بِرَحْمَتِكَ، فَاجْعَل رَحْمَتَكَ لِي عَهْدًا عِنْدَكَ تُؤَدِّيْهِ إِلَيَّ يَوْمَ القِيَامَةِ، إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيْعَاد" (¬1).
وعن طاوس أنه أمر بهذه الكلمات فكتبت في كفنه (¬2).
وروى الطبراني بسند صحيح، عن الأعمش، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -قيل: ولم يدركه - موقوفًا: والذي لا إله غيره، لا يُحسن عبدٌ بالله الظن إلا أعطاه الله ظنه، وذلك لأن الخير في يده (¬3).
قلت: [من الرمل]
إِنْ تُحَسِّنْ بِإِلَهِ الْعَرْشِ ظَنًّا ... يُعْطِكَ الْمَظُنْونَ إِحْساناً وَمَنَّا
في يديه الخير يُعْطِيْ ما يَشاءُ ... قَدْ رَويناهُ صَحِيْحاً فَارْوِ عَنَّا
¬__________
(¬1) رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (2/ 272).
(¬2) انظر: "الدر المنثور" (5/ 543).
(¬3) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (8772). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 148): رجاله رجال الصحيح إلا أن الأعمش لم يدرك ابن مسعود.

الصفحة 450