كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 4)

نعيم، والبيهقي، وابن عساكر عن جليس وهب بن منبه (¬1) قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقلت: يا رسول الله! أين بُدلاء أمتك؟ فأومَأ بيده نحو الشام، قلت: يا رسول الله! أما بالعراق منهم أحد؟ قال: بلى، محمَّد بن واسع، وحسان بن أبي شيبان، ومالك بن دينار الذي يمشي في الناس بزهد أبي ذر (¬2).
وفيه إشارة إلى أن الزهد من أحوالهم أيضًا.
وقال حجة الإِسلام في "الإحياء": إنَّ بعضهم قال لبعض العلماء: من كل عمل قد أعطاني الله نصيبًا - حتى ذكر الحج والجهاد وغيرها -، فقال له: أين أنت من عمل الأبدال؟ قال: ما هو؟ قال: كسب الحلال والنفقة على العيال (¬3).
ونقل أبو طالب المكي في "القوت" عن بعضهم أنه قال في وصف الأبدال: أكْلُهم فاقة، وكلامهم ضرورة، ونومهم غلبة (¬4).
ونقلاً عن سهل بن عبد الله التستري - رضي الله عنه - أنه قال: صارت الأبدال أبدالاً بأربعة؛ قلة الكلام، وقلة الطعام، وقلة المنام، واعتزال الأنام (¬5).
¬__________
(¬1) في "الزهد": "عن رجل من صنعاء" بدل "جليس وهب بن منبه".
(¬2) رواه الإِمام أحمد في "الزهد" (ص: 324)، وابن أبي الدنيا في "المنامات" (ص: 77)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/ 114)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/ 301).
(¬3) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (2/ 32).
(¬4) انظر: "قوت القلوب" لأبي طالب المكي (1/ 74) عن فزارة الشامي.
(¬5) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (3/ 76).

الصفحة 474