كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 4)

وَصاحِبُ الْعِرْفانِ لا يُبالِي ... إِذا ابْتُلِيْ بِقِلَّةِ الأَعْمالِ
قلت: وقد ظفرت لذلك بدليلٍ من الحديث، وهو ما رواه الطبراني في "الكبير" رحمه الله تعالى عن عبد اللُّه بن مسعود - رضي الله عنه - قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا ابْنَ مَسْعُوْدٍ! أَيُّ عُرَى الإِيْمَانِ أَوْثَقُ؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال: لا أَوْثَقُ عُرَى الإِيْمَان الوِلايَةُ للهِ، وَالْحُبُّ في اللهِ، وَالبُغْضُ في اللهِ".
ثم قال: "يا ابْنَ مَسْعُوْدٍ! "، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "أتدري أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فَإنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ أَفْضَلُهُم عَمَلاً إِذَا فَقهُوْا في دِيْنهِم". ثم قال: "يَا ابْنَ مَسْعُوْدٍ! "، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "أتدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "أَعْلَمُ النَّاسِ أَبْصَرُهُم بِالْحَقِّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ وإنْ كَانَ مُقَصِّرًا في عَمَلِهِ، وإنْ كَانَ يَزْحَفُ عَلَى اسْتِهِ زَحْفًا"، الحديث (¬1).
وقد أخرجه جماعة غير الطبراني؛ منهم عبد بن حميد في "تفسيره"، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"، وأبو يعلى في "مسنده"، والحاكم في "مستدركه" وصححه، والبيهقي في "شعبه"، وابن عساكر
¬__________
(¬1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (10531).

الصفحة 479