كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 4)

وقد روى ابن جهضم عن حسين القزاز (¬1) قال: أربعة أشياء عزيزة في الخلق؛ عالم مستعمل لعلمه، وحكيم ينطق عن فعله (¬2)، وواعظ ليس له طمع، ومتعبد ليس له علاقة (¬3).
وروى ابن النجار في "تاريخه" عن المهاجر بن حبيب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الله تَعَالَى يَقُوْلُ: إِنِّي لَسْتُ عَلَى كُلِّ كَلامِ الْحَكِيْمِ أُقْبِلُ، وَلَكِن أُقْبِلُ عَلَى هَمِّهِ وَهَوَاهُ، فَإِنْ كَانَ هَمُّهُ وَهَوَاهُ فيِ مَا يُحِبُّ اللهُ وَيرْضَى، جَعَلْتُ صَمْتَهُ حَمْدًا للهِ وَوَقَارًا وإنْ لَمْ يتكلَّمْ" (¬4).
وروى ابن جهضم عن الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى قال: إن الله يحب العالم المتواضع، ويبغض العالم الجبار، ومن تواضع لله أورثه الله الحكمة (¬5).
يُشير إلى أن التكبر حجاب لقلوب العلماء عن الحكمة والنطق بها.
ويدلُّ عليه قوله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 146] الآية.
¬__________
(¬1) في "شعب الإيمان": "يحيى بن الحسين القريشي" بدل "حسين القزاز".
(¬2) في "شعب الإيمان": "قلبه" بدل "عمله".
(¬3) ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (1816).
(¬4) ورواه الدارمي في "السنن" (252).
(¬5) ورواه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (2/ 230)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/ 417).

الصفحة 495