كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 4)

مَكَرُوْهِهَا، والصَّبْرِ عَنْ مَحْبُوْبِهَا، ثُمَّ لَمْ يَرْضَ مِنِّي إِلا أَنْ يُكَلِّفَنِي مَا كَلَّفَهُم، فَقَالَ: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 35]، والَّذِي نَفْسِي بِيَده لأَصْبِرنَّ كَمَا صَبَرُوا جُهْدِي، وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ" (¬1).

11 - ومنها: إقامة الصلاة، والمحافظة عليها وعدم التهاون بها.
قال تعالى لموسى عليه السلام: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14].
وقال تعالى: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ} [آل عمران: 39]؛ يعني: زكريا عليه السلام.
روى ابن أبي شيبة، والإمام أحمد في "الزهد"، وأبو نعيم عن كعب رحمه الله قال: إنَّ إبراهيم عليه السلام قال: يا رب! إنه ليحزنني أني لا أرى أحدًا في الأرض يعبدك غيري، فأنزل الله عز وجل إليه ملائكةً يصلون معه (¬2).
وروى أبو نعيم عن وهب رحمه الله قال: قرأت في بعض الكتب التي نزلت من السماء: أن الله تعالى قال لإبراهيم عليه الصلاة والسلام: "أتدري لم اتخذتك خليلاً؟ " قال: "لا يا رب"، قال: "لذل مقامك بين يدي في الصلاة" (¬3).
وروى الإِمام أحمد في "الزهد" عن شهر بن حوشب رحمه الله
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (10/ 3297)، والديلمي في "مسند الفردوس" (8628) مختصرًا.
(¬2) تقدم تخريجه.
(¬3) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/ 59).

الصفحة 530