كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 4)

{قَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ} [ص: 32]؛ يعني: المال عن {عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} [ص: 32]؛ يعني: عن الصلاة (¬1).
قال علي - رضي الله عنه -: الصلاة التي فرط فيها سليمان صلاة العصر (¬2). {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} [ص: 32]؛ يعني: الشمس كما دلَّ عليها قوله: بالعشي {بِالْحِجَابِ} [ص: 32]؛ يعني: غربت، {رُدُّوهَا} [ص: 33]؛ يعني: الخيل {عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص: 33].
روى الطبراني، وابن مردويه بإسناد حسن، عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الآية: "قَطَعَ سُوْقَهَا وَأَعَنَاقَهَا بِالسَّيْفِ" (¬3).
قال العلماء: فعل ذلك تقربًا إلى الله تعالى، وكان ذلك مباحًا في شريعته كما أُبيحت لنا بهيمة الأنعام.
قال الحسن وغيره: فعوضه الله خيراً من الخيل الريح غُدوها شهرٌ ورواحها شهرٌ تجري بأمره رُخاءً حيث أصاب (¬4).
وفي "الصحيحين" من حديث عائشة رضي الله عنها: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير الطبري" (23/ 154)، و"الدر المنثور" للسيوطي (7/ 177).
(¬2) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8612)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/ 101).
(¬3) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6997). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 99): فيه سعيد بن بشير، وثقه شعبة وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات.
(¬4) ذكره النحاس في "الناسخ والمنسوخ" (ص: 645).

الصفحة 542