وروى الحاكم، والخطيب في "تاريخهما" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَأْتِي على النَّاسِ زَمانٌ يَحْسُدُ الفُقَهاءُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَيَغارُ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ كَتَغايُرِ التُّيوسِ بَعْضِها على بَعْضٍ" (¬1).
واعلم أنه إن كان هذا الزمان الموصوف كيفما كان أهله لا يخلو من [ ... ].
وقد صح بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَزالُ طائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظاهِرِينَ على الْحَقِّ"، الحديث (¬2).
[ ... ].
لذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ لا يُدْرِكْنِي زَمانٌ، وَلا تُدْرِكُونَ زَماناً لا يُتَّبَعُ فِيهِ العَلِيمُ، وَلا يُسْتَحْيَى فِيهِ مِنَ الْحَلِيمِ، قُلُوبُهُمْ قُلوبُ الأَعاجِمِ، وَأَلْسِنتُهُمْ أَلْسِنةُ العَرَبِ". رواه الإمام أحمد من حديث سهل ابن سعد رضي الله تعالى عنه (¬3).
وروى أبو عمرو الداني عن الحكم بن عتيبة قال: كان يقال: ليأتين
¬__________
(¬1) رواه الخطيب البغدادي في "تاريح بغداد" (10/ 302). قال السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 200): إسحاق بن إبراهيم متهم بالوضع.
(¬2) تقدم تخريجه.
(¬3) رواه الإمام أحمد في "المسند" (5/ 340). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 183): وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف.