كتاب تيسير البيان لأحكام القرآن (اسم الجزء: 4)

(من أحكام الحج)
195 - (2) قوله عَزَّ وجَلَّ: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج: 27].
" فيه دَلالةٌ على تَفْضيلِ المَشْي على الرُّكوبِ في الحَجِّ؛ لتقديمِه عليهِ في الذّكْرِ.
وبهِ قالَ أكثرُ أهلِ العلمِ؛ كمالكٍ، والشافعى في أحدِ قولَيْه، وهوَ المُختارُ عندي وِفاقاَ لأبي قاسمٍ الرافعىِّ (¬1).
لتقديمِ اللهِ سبحانَهُ لهُ في الذِّكْرِ.
ولما رَوى سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ عنِ ابنِ عباسٍ -رضيَ اللهُ تَعالى عنهما- أنه قالَ لبنيه: يابني! اخرجوا من مَكَّةَ حاجّينَ مُشاةً؛ فإني سمعْتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول "إن للحاجِّ الراكبِ بكل خُطْوَةِ تَخْطوها راحلتُهُ سبعين حسنةَ، والماشي بكل خطوةٍ يَخْطوها سبعُ مئةِ حسنةٍ" (¬2).
¬__________
(¬1) انظر: "الأم" للشافعي (2/ 116)، و "المجموع" للنووي (7/ 59)، و"روضة الطالبين" للنووي (3/ 319)، و "مغني المحتاج" للشربيني (4/ 363)، وأما عند الإمام مالك فالركوب أفضل، انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (12/ 39 - 40)، و "مواهب الجليل" للحطاب (2/ 540).
(¬2) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (12522)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (10/ 54)، والديلمي في مسند "الفردوس" (789).

الصفحة 14