كتاب تيسير البيان لأحكام القرآن (اسم الجزء: 4)
وذهبَ قومٌ إلى أنها على الاستحبابِ، وبه قالَ الشافعيُّ (¬1) وعنْ مالكٍ روايتانِ كالمَذْهبين (¬2).
* * *
200 - (7) قوله عَز وجَل: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الحج: 36].
البُدْنُ أَصْلُها الإِبِلُ المُبَدَّنة، ثمَّ صارَ اسمَ جِنْسٍ للإبِلِ.
ثمَّ قيل: معنى صَوَافَّ: مُصَطَفَّة، وقيل: مَعْقولَة، وقرأَ ابْنُ مَسعودٍ: (صَوَافِنَ) (¬3) أي: معقولَةَ إِحْدى القوائم.
* واستحبَّ جمهورُ أهلِ العلمِ نَحْرَها على هذهِ الصِّفَةِ (¬4).
¬__________
(¬1) انظر: "الحاوي الكبير" للماوردي (15/ 71)، و "المجموع" للنووي (8/ 275).
وهو مذهب أحمد، انظر: "المغني" لابن قدامة (9/ 345)، و "كشاف القناع" للبهوتي (3/ 21).
(¬2) انظر: "مواهب الجليل" للحطاب (3/ 238)، و "حاشية الدسوقي" (2/ 218).
(¬3) قرأ بها ابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وقتادة، ومجاهد، وعطاء، والضحاك، والكلبي، والأعمش، والنخعي. انظر: "تفسير الطبري" (17/ 118)، و"إعراب القرآن" للنحاس (2/ 403)، و"معاني القرآن" للفراء (2/ 226)، و "الكشاف" للزمخشري (3/ 14)، و"تفسير القرطبي" (12/ 61)، و "البحر المحيط" لأبي حيان (6/ 369). وانظر: "معجم القراءات القرآنية" (4/ 182).
(¬4) انظر: "المغني" لابن قدامة (3/ 221)، و"كشاف القناع" للبهوتي (3/ 7)، و"المجموع" للنووي (9/ 88)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (12/ 62 - 63).
الصفحة 34