كتاب التقاسيم والأنواع (اسم الجزء: 4)

ذِكْرُ دُعَاءِ الْمُصْطَفَى صَلى الله عَلَيه وسَلم لِجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بِالْهِدَايَةِ.
٣٥٣٥ - أَخبَرنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم: "أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟ " بَيْتًا كَانَ لِخَثْعَمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمَّى الْكَعْبَةَ الْيَمَانِيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، قَالَ: فَمَسَحَ صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: "اللهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا" حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا. [٧٢٠١]
ذِكْرُ تَبَرُّكِ الْمُصْطَفَى صَلى الله عَلَيه وسَلم فِي أَحْمَسَ وَخَيْلِهَا مِنْ أَجْلِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ.
٣٥٣٦ - أَخبَرنا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، حَدثنا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ، حَدثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم، قَالَ: "يَا جَرِيرُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ طَوَاغِيتِ الْجَاهِلِيَّةِ إِلَاّ بَيْتُ ذِي الْخَلَصَةِ، فَاكْفِينِهِ"، قَالَ: فَخَرَجْتُ فِي سَبْعِينَ وَمِائَةٍ مِنْ قَوْمِي، فَأَحْرَقْنَاهُ، وَبَعَثْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم رَجُلاً يُبَشِّرُهُ يُكْنَى أَبَا أَرْطَاةَ، فَقَالَ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهُ مِثْلَ الْبَعِيرِ الأَجْرَبِ، فَقَالَ صَلى الله عَلَيه وسَلم: "اللهُمَّ بَارِكْ فِي خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا". [٧٢٠٢]
ذِكْرُ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
٣٥٣٧ - أَخبَرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدثنا الْحَجَّاجُ بْنُ حَسَّانَ التَّيْمِيُّ، حَدثنا الْمُثَنَّى الْعَبْدِيُّ أَبُو مُنَازِلٍ أَحَدُ بَنِي غَنْمٍ، عَنِ الأَشَجِّ الْعَصَرِيِّ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فِي رِفْقَةٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ لِيَزُورَهُ فَأَقْبَلُوا، فَلَمَّا قَدِمُوا رَفَعَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلم، فَأَنَاخُوا رِكَابَهُمْ، فَابْتَدَرَ الْقَوْمُ، وَلَمْ يَلْبَسُوا إِلَاّ ثِيَابَ سَفَرِهِمْ، وَأَقَامَ الْعَصَرِيُّ فَعَقَلَ رَكَائِبَ أَصْحَابِهِ وَبَعِيرَهُ، ثُمَّ أَخْرَجَ ثِيَابَهُ مِنْ عَيْبَتِهِ وَذَلِكَ بِعَيْنِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلم: "إِنَّ فِيكَ لَخَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ وَرَسُولُهُ"، قَالَ: مَا هُمَا؟ قَالَ: "الأَنَاةُ وَالْحِلْمُ".

الصفحة 341