كتاب التقاسيم والأنواع (اسم الجزء: 4)
ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مَحَبَّةَ الأَنْصَارِ مِنَ الإِيمَانِ.
٣٥٧٥ - أَخبَرنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، حَدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَالْحَوْضِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم يَقُولُ: "مَنْ أَحَبَّ الأَنْصَارَ فَقَدْ أَحَبَّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ الأَنْصَارَ فَقَدْ أَبْغَضَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، لَا يُحِبُّهُمْ إِلَاّ مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَاّ مُنَافِقٌ". [٧٢٧٢]
ذِكْرُ وَصْفِ الْقُرَّاءِ مِنَ الأَنْصَارِ.
٣٥٧٦ - أَخبَرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، حَدثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ، حَدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخبَرنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ شَبَابٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُسَمَّوْنَ الْقُرَّاءَ يَكُونُونَ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ يَحْسَبُ أَهْلُوهُمْ أَنَّهُمْ فِي الْمَسْجِدِ، وَيَحْسَبُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ أَنَّهُمْ فِي أَهْلِيهِمْ، فَيُصَلُّونَ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى إِذَا تَقَارَبَ الصُّبْحُ احْتَطَبُوا الْحَطَبَ، وَاسْتَعْذَبُوا مِنَ الْمَاءِ، فَوَضَعُوهُ عَلَى أَبْوَابِ حُجَرِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم، فَبَعَثَهُمْ جَمِيعًا إِلَى بِئْرِ مَعُونَةَ، فَاسْتُشْهِدُوا، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيه وسَلم عَلَى قَتَلَتِهِمْ أَيَّامًا. [٧٢٦٣]
ذِكْرُ شَهَادَةِ الْمُصْطَفَى صَلى الله عَلَيه وسَلم لِلأَنْصَارِ بِالْعِفَّةِ وَالصَّبْرِ.
٣٥٧٧ - أَخبَرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ، حَدثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ شَفِيعٍ، وَكَانَ طَبِيبًا، قَالَ: دَعَانِي أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، فَقَطَعْتُ لَهُ عِرْقَ النَّسَا، فَحَدَّثَنِي بِحَدِيثَيْنِ، قَالَ: أَتَانِي أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنْ قَوْمِي: أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي ظَفَرٍ، وَأَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالُوا: كَلِّمِ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم يَقْسِمْ لَنَا، أَوْ يُعْطِينَا، فَكَلَّمْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم، فَقَالَ: "نَعَمْ، أَقْسِمُ لأَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ مِنْهُمْ شَطْرًا، وَإِنْ عَادَ اللهُ عَلَيْنَا عُدْنَا عَلَيْهِمْ"، قَالَ: قُلْتُ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "وَأَنْتُمْ فَجَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا، فَإِنَّكُمْ مَا عَلِمْتُكُمْ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ".
الصفحة 361