كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

63 - حدثني محمد، قال: حدثني الحميدي، عن سفيان، قال: كان عمر بن عبد العزيز يوما ساكتا وأصحابه يتحدثون، فقالوا له: ما لك لا تتكلم يا أمير المؤمنين؟ قال: كنت مفكرا في أهل الجنة كيف يتزاورون فيها، وفي أهل النار كيف يصطرخون فيها, ثم بكى.
- أسباب البكاء
64 - حدثني محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن سيف بن أبي سيف، عن ابن لعبد الله بن خازم السلمي، عن كعب، قال: إن العبد لا يبكي حتى يبعث الله إليه ملكا يمسح كبده بجناحه، فإذا مسح كبده بكى.
65 - حدثني محمد بن أبى بلال، قال: حدثنا معمر بن سليمان الرقي، عن أبي المهاجر، عن مكحول، قال: أرق الناس قلوبا أقلهم ذنوبا.
66 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني يوسف بن الحكم، عن فياض بن محمد، قال: كان شيخ ههنا من قريش, سريع الدمعة كثيرا، وكان ما علمته من المتهجدين، قليل الآثام، معتزلا للناس, فذكرته يوما لبعض علمائنا, فقلت: هذا الشيخ طويل الاجتهاد، وما أظنه اقترف إثما منذ خمسون عاما, أو ما شاء الله, ثم هو الدهر يبكي, فقال لي الرجل: ما ينبغي أن يكون مثله إلا هكذا: ندي العينين دهره, قلت: وكيف ذاك؟ قال: لأن البدن إذا عري دق, فكذاك القلب إذا قلت خطاياه سرعت دمعته, قال: فعلمت أن ذاك كما قال.

الصفحة 118