كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

82 - حدثني محمد، قال: حدثنا يونس بن يحيى, أبو نباتة، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، قال: حدثني من شهد عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة، وقرأ عنده رجل: {وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا}، فبكى عمر حتى غلبه البكاء وعلا نشيجه، فقام عن مجلسه، فدخل بيته، وتفرق الناس.
83 - وحدثني محمد، قال: حدثنا سعيد بن عامر، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة, أن عمر بن عبد العزيز قال لابنه: اقرأ فقال: ما أقرأ؟ قال: سورة ق, فقرأ، حتى إذا بلغ: {وجاءت سكرة الموت بالحق} بكى, ثم قال: اقرأ يا بني, قال: ما أقرأ؟ قال: سورة ق, حتى إذا بلغ ذكر الموت بكى أيضا بكاء شديدا. ففعل ذلك مرارا.
84 - وحدثني محمد، قال: حدثنا إبراهيم بن زكريا القرشي، عن معتمر، قال: صلى بنا أبي، فقرأ سورة ق في صلاة الفجر، فلما انتهى إلى هذه الآية: {وجاءت سكرة الموت بالحق} غلبته عبرته، فلم يستطع أن يجوز، فركع.
85 - حدثني محمد، قال: حدثنا الصلت بن حكيم، قال: قرأ لنا قارئ بمكة: {وجاءت سكرة الموت بالحق} ونحن على باب فضيل, فجعلنا نسمع نشيجه من العلو.
86 - حدثني محمد، قال: حدثني زهدم بن الحارث، عن سفيان، قال: كان طلق إذا قرأ بكى وأبكى، وكان إذا قرأ لم يسمعه أحد إلا بكى من رقته وحسن صوته, قال: وقالت له أمه: ما أحسن صوتك يا بني بالقرآن, فليته لا يكون وبالا عليك غدا في القيامة. فبكى حتى غشي عليه.

الصفحة 122