كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

87 - حدثني محمد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد التيمي، قال: حدثنا سعيد بن الفضيل, مولى بني زهرة، قال: حدثني رجل من بني ضبة، قال: شهدت رجلا قرأ عند عمر بن عبد العزيز، فلما انتهى إلى هذه الآية: {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم} بكى عمر, حتى اشتد بكاؤه, ثم ازداد بكاءه، فلم يزل يبكي حتى غشي عليه.
88 - حدثني محمد، قال: حدثني عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا شيبان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، قال: قرأ الحارث بن سويد: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} فبكى, ثم قال: إن عذاب الآخرة لشديد.
89 - حدثني محمد، قال: حدثني أبو عمر الضرير، قال: حدثنا الحارث بن سعيد، قال: كنا عند مالك بن دينار, وعنده قارئ يقرأ، فقرأ: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} فجعل مالك ينتفض، وأهل المجلس يبكون ويصرخون، حتى انتهى إلى هذه الآية: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} فجعل مالك والله يبكي ويشهق, حتى غشي عليه، فحمل من بين القوم صريعا.
90 - حدثني محمد، قال: حدثني عبد الله بن نافع المديني، قال: حدثنا أبو مودود، قال: بلغني أن عمر بن عبد العزيز قرأ ذات يوم: {وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا} فبكى بكاء شديدا, حتى سمعها أهل الدار، فجاءت فاطمة، فجعلت تبكي لبكائه, وبكى أهل الدار لبكائهم، فجاء عبد الملك، فدخل عليهم وهم على تلك الحال يبكون، فقال: يا أبه, ما يبكيك؟ قال: خير يا بني، ود أبوك أنه لم يعرف الدنيا ولم تعرفه, والله يا بني لقد خشيت أن أهلك, والله يا بني لقد خشيت أن أكون من أهل النار.

الصفحة 123