كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

118 - حدثني محمد، قال: حدثني محمد بن عبيد الله بن موسى، قال: حدثني موسى بن زيد الحسني، قال: تكلم رجل عند عبد الله بن الحسن يوما، فأبكى القوم, فلما تفرقوا وخرجوا من داره, قال عبد الله: هكذا كان الناس فيما مضى.
119 - حدثني محمد، قال: حدثني عبيد الله بن محمد التيمي، عن عقيبة بن فضالة، قال: دخلت على سعيد بن دعلج, وبين يديه رجل يضرب، فقلت: أصلح الله الأمير, أكلمك بشيء, ثم شأنك وما تريد, قال: فأمر به، فأمسك عنه، فقال: هات كلامك, قال: فهبته والله, ورهبت منه رهبة شديدة، ثم قلت: إنه بلغني أصلح الله الأمير أن العباد يوم القيامة ترعد فرائصهم في الموقف, خوفا من شر ما يأتي به المنادي للحساب, وإن المتكبرين يومئذ لتحت أقدام الخلائق, قال: فبكى، فاشتد بكاؤه، فأمر بالرجل، فأطلق, قال: فكنت إذا دخلت عليه بعد ذلك قربني وأكرمني, قال: وقال لي يوما, وقد دخلت عليه: ويحك يا عقيبة, ما ذكرت حديثك إلا أبكاني, قال: ثم بكى.
120 - حدثني محمد، قال: حدثني حكيم بن جعفر، قال: حدثنا مضر، قال: اجتمعنا ليلة على الساحل ومعنا مسلم أبو عبد الله، فقال رجل من الأزد:
ما للمحب سوى إرادة حبه... إن المحب بكل شيء يضرع
قال: فبكى مسلم حتى خشيت والله يموت.

الصفحة 132