كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

- البكاء في الصلاة
125 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثنا محمد بن أبي الحارث الثقفي، قال: رأيت عمر بن عبد العزيز رفع رأسه من السجود، فقعد بين السجدتين مقدار عشرين آية، ثم سجد, فلما رفع رأسه، نظرت إلى الدموع سائلة على خديه, قال أبو عمرو: قلت لمحمد: أفي التطوع كان ذلك؟ قال: نعم بمكة.
126 - حدثني محمد، قال: حدثني أدهم بن زكريا القرشي، قال: أخبرني شيخ من أهل خراسان، قال: لما أراد أبو جعفر بيت المقدس، نزل براهب كان ينزل به عمر بن عبد العزيز إذا أراد بيت المقدس، فقال: يا راهب, أخبرني بأعجب شيء رأيته من عمر بن عبد العزيز, قال: نعم يا أمير المؤمنين, بينا عمر عندي ذات ليلة على سطح غرفتي هذه, وهو من رخام, وأنا مستلق على قفاي، فإذا أنا بماء يقطر من الميزاب على صدري، فقلت: والله ما عندي ماء, ولا رشت السماء مطرا, فصعدت، فإذا هو ساجد، وإذا دموع عينيه تنحدر من الميزاب.
127 - حدثني محمد، قال: حدثني الحميدي، قال: حدثنا علي بن شبيب، قال: حدثنا أصحابنا الحجيون، قالوا: لما رفع عمر بن عبد العزيز رأسه من السجود خلف المقام، نظروا إلى موضع سجوده مبتلاًّ من دموع عينيه.

الصفحة 134