كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

140 - حدثني محمد، قال: حدثنا أبو بكر الحميدي، عن سفيان، قال: كان منصور بن صفية يبكي في وقت كل صلاة، فكانوا يرون أنه يذكر الموت والقيامة عند الصلوات.
141 - وحدثني محمد، قال: حدثني روح بن سلمة الوراق، قال: حدثني مضر القارئ، عن عبد الواحد بن زيد، عن يحيى البكاء، عن الحسن، قال: إذا أذن المؤذن لم تبعد دابة بر ولا بحر إلا أصغت واستمعت, قال: ثم بكى الحسن بكاء شديدا.
143 - حدثني محمد، قال: حدثني الحميدي، عن سفيان، قال: كان أبو خالد المؤذن يزيد بن الماشطة إذا أذن بكى، وربما صرخ الصرخة في إثر الأذان, فقال له بعض أولياء الأمر: ما الذي يغشاك عند النداء؟ فبكى, ثم قال: إنني لأشبهه بالقيامة, ثم غشي عليه.
قال سفيان: وسمعته يقول: لولا ما أؤمل من الفرج والراحة بعد الأذان, لظننت أن نفسي ستخرج فرقا من الموت.
144 - قال سفيان: وذكروا عنه أنه كان يقول إذا فرغ من أذانه: انقطعت الرغائب دونك، وكلت الألسن إلا عن ذكرك، وذهلت عقول أوليائك عن غيرك شوقا واشتياقا، فأعط القوم إلهي أمنيتهم، وأجب دعوتهم، وتفضل علينا وعليهم بجودك يا كريم, قال نحوا من هذا.

الصفحة 137