كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

156 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: ذكر أيوب يوما شيئا، فرق، فالتفت كأنه يتمخط, ثم أقبل علينا فقال: إن الزكام شديد على الشيخ.
157 - حدثني محمد، قال: حدثنا إسحاق بن منصور السلولي، عن هريم بن سفيان، قال: كان منصور يحدثنا، فيمسح الدموع مرارا قبل أن يقوم.
158 - حدثني محمد، قال: حدثني يحيى الأصفر، قال: حدثني عبد الرحمن بن مسلم، مولى لآل أبي بكرة, قال: بكى أيوب مرة، فلم يملك عبرته، فقام.
159 - حدثني محمد، قال: حدثنا سعيد بن عامر، قال: حدثنا بسطام بن حريث، قال: كان أيوب يرق، فيستدمع، فيحب أن يخفي ذلك على أصحابه، فيمسك على أنفه, كأنه رجل مزكوم, فإذا خشي أن تغلبه عبرته، قام.
160 - حدثنا خالد بن خداش، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: جاء ثابت إلى محمد بن واسع يعوده، فسلم يحيى البكاء على ثابت, فقال: من أنت؟ فقال رجل: هذا أبو مسلم، هذا يحيى, قال: من أبو مسلم؟ قالوا: يحيى البكاء, قال: إن شر أيامكم يوم عرفتم بالبكاء, ونسبتم إليه.
161 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، قال: بكى حذيفة في صلاته، فلما فرغ، التفت، فإذا رجل خلفه, فقال: لا تعلمن بهذا أحدا.
162 - حدثني محمد، قال: حدثني الحسن بن الربيع، قال: كان ابن المبارك إذا رق، فخاف أن يظهر ذلك منه، قام, وربما أخذ في حديث آخر.
163 - حدثني محمد بن يحيى بن أبي حاتم، قال: حدثنا يحيى بن حريث العبدي، عن يوسف بن عطية، عن محمد بن واسع، قال: لقد أدركت رجالاً، كان الرجل يكون رأسه ورأس امرأته على وساد واحد، قد بل ما تحت خده من دموعه، لا تشعر به امرأته, ولقد أدركت رجالا، كان أحدهم يقوم في الصف فتسيل دموعه على خديه، لا يشعر به الذي إلى جنبه.

الصفحة 140