كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

193 - حدثني محمد، قال: حدثني شاذ بن فياض، قال: بكى هشام الدستوائي, حتى فسدت عينه، فكانت مفتوحة، وهو لا يكاد يبصر بها.
194 - حدثني محمد، قال: حدثني مالك بن ضيغم، قال: سمعت بشر بن منصور يقول: بكى بديل العقيلي حتى قرحت مآقيه، فكان يعاتب في ذلك، فيقول: إنما أبكي خوفا من طول العطش يوم القيامة.
195 - حدثني محمد، قال: حدثني زهدم بن الحارث، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، عن هشام بن حسان، قال: بكى يزيد الرقاشي أربعين عاما, حتى تساقطت أشفاره، وأظلمت عيناه، وتغيرت مجاري دموعه.
196 - حدثني محمد، قال: حدثنا سعيد بن عامر، قال: حدثت أن بديلا العقيلي بكى حتى ذهب بصره.
197 - حدثني محمد، قال: حدثنا سعيد بن عامر، قال: كان هشام بن أبي عبد الله قد أظلم عليه بصره من طول البكاء، فكنت تراه ينظر إليك فلا يعرفك إلا أن تكلمه.
198 - حدثني محمد، قال: حدثنا موسى بن داود، عن سلام أبي الأحوص، قال: كانت عين منصور قد تقبضت من كثرة البكاء.
199 - حدثني محمد، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي، قال: حدثنا زهير السلولي، قال: كان يزيد الرقاشي قد بكى, حتى تناثرت أشفاره، وأحرقت الدموع مجاريها من وجهه.
200 - حدثني محمد، قال: حدثنا إسحاق بن منصور الأسدي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مالك بن مغول، قال: بكى أسيد الضبي, حتى عمي, وكان إذا عوتب على البكاء، بكى, وقال: الآن حين لا أهدأ؟ وكيف أهدأ وأنا أموت غدا؟ والله لأبكين، ثم لأبكين, ثم لأبكين, فإن أدركت بالبكاء خيرا, فبمن الله علي وفضله، وإن تكن الأخرى، فما بكائي في جنب ما ألقى؟ قال: وكان ربما بكى حتى يتأذى به جيرانه من كثرة بكائه.

الصفحة 148