كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

219 - حدثني محمد، قال: حدثني عبد الله بن صالح، قال: حدثني رجل من بني تميم: أن حسن بن صالح كان يصلي إلى السحر، ثم يجلس, فيبكي في مكانه، ويجلس علي, فيبكي في حجرته, قال: وكانت أمهم تبكي بالليل والنهار, قال: فماتت، ثم مات علي، ثم مات حسن, قال: فرأيت حسنا في منامي، فقلت: ما فعلت الوالدة؟ قال: بدلت بطول ذلك البكاء سرور الأبد, قلت: فعلي؟ قال: وعلي على خير, قال: قلت: فأنت؟ قال: فمضى وهو يقول: وهل نتكل إلا على عفوه؟.
220 - حدثني محمد، قال: حدثني محمد بن معاوية الأزرق النواء، قال: حدثني بعض أصحابنا، قال: قيل لعطاء السليمي: ما تشتهي؟ قال: أشتهي أن أبكي, حتى لا أقدر على أن أبكي, قال: فكان يبكي الليل والنهار، وكانت دموعه الدهر سائلة على وجهه.
221 - حدثني محمد، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء، عن جعفر بن سليمان، قال: دخل رجلان على عطاء السليمي، فوجداه يبكي, فقال أحدهما لصاحبه: أما هذا فسيبكي ثلاثة أيام ولياليهن, قال: فخرجا وتركاه.
222 - حدثني محمد، قال: حدثني عبيد الله بن محمد، عن معاذ بن زياد، قال: كان يحيى بن مسلم البكاء قد اعتم بعمامة, وأدارها على حلقه، وجعل لها طرفين, فكان يبكي وينتحب, حتى يبل هذا الطرف، ثم يبكي وينتحب حتى يبل هذا الطرف الآخر, ثم يحلها من رأسه, ويبكي وينتحب حتى تبل العمامة بأسرها، ثم يبكي وينتحب حتى يبل أردانه.
223 - حدثني محمد، قال: حدثني يحيى بن إسحاق البجلي، قال: حدثني أبو سهل محمد بن عمرو الأنصاري قال: كنا مع محمد بن واسع في جنازة، فجعلت أنظر إلى دموعه على لحيته، وهو جالس لا يتكلم بشيء, فذكرت ذلك ليحيى بن مسلم البكاء، فبكى, وقال: إن في دون ما كنتم فيه لما يبكي القبور.

الصفحة 152