كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

228 - حدثني محمد، قال: حدثني ابن الفضيل بن عياض، قال: كان الفضيل قد آلف البكاء، حتى ربما بكى في نومه حتى يسمعه أهل الدار.
229 - حدثني محمد، قال: حدثني خلف بن إسماعيل، قال: حدثنا الربيع بن صبيح، قال: ما دخلت على الحسن إلا أصبته مستلقيا يبكي.
230 - حدثني محمد، قال: حدثنا علي بن عاصم، عن يونس بن عبيد، قال: كنا ندخل على الحسن، فيبكي حتى نرحمه.
231 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا هشيم، عن منصور، قال: كان الحسن ربما بكى حتى نرق له.
232 - حدثني محمد، قال: حدثني أبو إسحاق الضرير، قال: حدثني صالح المري، عن عبيد الله بن العيزار، قال: ما رأيت الحسن إلا صارا بين عينيه، عليه كآبة، كأنه رجل أصيب بمصيبة, فإن ذكر الآخرة، أو ذكرت بين يديه, جاءت عيناه بأربع.
233 - حدثني محمد، قال: حدثني أبو معمر التنوري، قال: حدثني ربيع, أبو محمد، قال: كان يزيد الرقاشي يبكي حتى يسقط، ثم يفيق، فيبكي حتى يسقط، ثم يفيق، فيبكي حتى يسقط، فيحمل مغشيا عليه إلى أهله, وكان يقول في كلامه: إخوتاه, ابكوا قبل يوم البكاء، ونوحوا قبل يوم النياحة، وتوبوا قبل انقطاع التوبة، إنما سمي نوحا صلى الله عليه وسلم, أنه كان نواحا, فنوحوا معشر الكهول والشباب على أنفسكم, قال: وكان يتكلم والدموع جارية على لحيته وخديه.
234 - حدثني محمد، قال: حدثني فضيل بن عبد الوهاب، قال: حدثتني أختي، وكانت أكبر من محمد, قالت: كان لمحمد بن عبد الوهاب صديق من بني تميم، فربما زاره، فيبتدئان في البكاء, حتى ينادى بصلاة الظهر, قالت: فربما قلت لمحمد: يزورك أخوك فتبكيان، لا يستمتع أحدكما من صاحبه بحديث ولا مذاكرة؟ فيقول: ويحك, اسكتي، ليست الدنيا دار سرور, ولا متعة تدوم، إنما خيرها لمن اتخذها بلغة إلى الآخرة, ووالله, لولا البكاء فإنه راحة للقلوب, لظننت أن قلبي سينشق في دار الدنيا من طول غمي، لكثرة التفريط, قالت: فأبكاني والله.

الصفحة 154