كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

240 - حدثني محمد، قال: حدثني الحميدي، عن سفيان، قال: كان سعيد بن السائب الطائفي لا تكاد تجف له دمعة, إنما دموعه جارية دهره, إن صلى فهو يبكي، وإن طاف فهو يبكي، وإن جلس يقرأ في المصحف فهو يبكي، وإن لقيته في طريق فهو يبكي, قال سفيان: فحدثوني أن رجلا عاتبه على ذلك، فبكى, ثم قال: إنما ينبغي أن تعذلني وتعاتبني على التقصير والتفريط، فإنهما قد استوليا علي, قال الرجل: فلما سمعت ذلك منه انصرفت وتركته.
241 - حدثنا محمد، قال: حدثنا الهيثم بن عبيد الصيد الصيرفي، قال: سمعت أبي يقول: أتيت الحسن سنة، فما أخطأني يوم آتيه, إلا وأنا أرى دموعه تجري على لحيته.
242 - حدثنا أبو حاتم الرازي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن خالد القطان، قال: حدثنا زيد بن حباب (1)، قال: حدثني مرجى بن وداع الأسود الراسبي، عن سهيل بن عبد الله القطعي، قال: صلى بنا مالك بن دينار العصر، فلما سلم عض على إصبعه، فلم تزل عيناه تدمعان, حتى غابت الشمس.
_حاشية__________
(1) في طبعة دار أطلس: "خباب" مصحفا والتصويب من طبعة دار ابن حزم, وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (10 / 40).
243 - حدثني أبو عبد الله التيمي, قال: حدثني سويبط بن المثنى بن بكر الضبي, قال: حدثني شيخ لنا, قال: كان محمد بن سوقة يزور مسلما النحات, قال: فكنت ألقى محمد بن سوقة، فكان في كلامه وسلامه:
لن يلبث القرناء أن يتفرقوا... ليل يكر عليهم ونهار
قال: ثم تجيء دموعه.
- من عوتب على كثرة البكاء فأجاب عن ذلك.
244 - حدثني سريج بن يونس، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: قلت ليزيد بن مرثد: ما لي لا أرى عينك تجف؟ قال: وما مسألتك عنه؟ قلت: عسى الله أن ينفع به, قال: يا أخي, إن الله قد توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار, والله لو لم يتوعدني أن يسجنني إلا في الحمام, لكنت حريا أن لا تجف لي عين.

الصفحة 156