كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

276 - حدثني محمد، قال: حدثني إبراهيم بن داود، قال: حدثني هيثم العبدي، قال: حدثني ابن السماك، قال: رأيت ابن ذر يبكي من أول الليل إلى آخره، متعلقا بأستار الكعبة, وهو يقول: إليك أنضيت المطي، وإليك تجشمت قطع المفاوز، حتى أنخت بفنائك رجاء كرامتك, وجزيل ثوابك, قال: ويبكي حتى أصبح.
277 - حدثني محمد، قال: حدثني عمار بن عثمان، قال: سمعت بهيم العجلي يقول: وعزتك إلهي ما بكى الباكون إليك فخيبتهم من فضلك، بل ظن أوليائك بك أحسن الظنون، ورجاؤهم لك أكثر الرجاء, قال: ثم يبكي حتى يبل لحيته بالدموع.
278 - حدثني محمد، قال: حدثني زيد الخمري، قال: كنا عند أبي عبد الرحمن المغازلي، فتكلم، فبكى بعض من عنده، فقال أبو عبد الرحمن: دعوه، فإنما معول المذنبين البكاء والتوبة.
279 - حدثني محمد، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن حميد بن الأسود، قال: سمعت مضر أبا سعيد التادبي يقول: ما تلذذت لذاذة قط، ولا تنعمت نعيما أكثر عند من بكى حرقة.
280 - حدثني محمد، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي، قال: حدثنا عقيبة بن فضالة، قال: سمعت أبا عبيدة الخواص بعدما كبر وهو آخذ بلحيته يقول:.... ويبكي, قال: قد كبرت فأعتقني يا مولاي.
281 - حدثني خالد بن خداش، قال: حدثني معلى الوراق، قال: كنا عند مالك بن دينار وهو يتكلم، فجاء أبو عبيدة الخواص، فأخرج من كمه حبل ليف جديد، في طرفه عروتان، فجعل عروة في عنقه، وعروة في عنق مالك، ثم قال: يا مالك, عُدَّ أَنَّا بين يدي الله، ما عسى أن نقول؟ فبكى القوم جميعا.

الصفحة 169