كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

286 - حدثني محمد، قال: حدثنا حكيم بن جعفر، عن مضر، عن عبد الواحد بن زيد، قال: أتى رجل العلاء بن زياد فقال: أتاني آت في منامي, فقال: ائت العلاء بن زياد, فقل له: كم تبكي فقد غفر لك, فبكى، ثم قال: الآن حين لا أهدأ.
287 - حدثني محمد، قال: حدثني حكيم بن جعفر، قال: حدثني الحارث بن عبيد، قال: كان عبد الواحد بن زيد يجلس إلى جنبي عند مالك. فكنت لا أفهم كثيرا من موعظة مالك لبكاء عبد الواحد.
288 - حدثني محمد، قال: حدثني محمد بن عبد العزيز بن سلمان، قال: كان مسمع يأتي أبي، فيجلس إليه، فلا يفترقان إلا عن مثل المصيبة، من البكاء والحزن.
289 - حدثني محمد، قال: حدثني صدقة بن بكر السعدي، قال: حدثني عبد العزيز بن سلمان العابد، قال: انطلقت أنا وعبد الواحد بن زيد إلى مالك بن دينار، فوجدناه قد قام من مجلسه, ودخل منزله، وأغلق عليه باب الحجرة, فجلسنا ننتظره ليخرج، أو نسمع له حركة, فنستأذن عليه, فجعل يترنم بشيء لا نفهمه, ثم بكى حتى جعلنا نأوي له من شدة بكائه, ثم جعل يشهق ويتنفس, حتى غشي عليه, فقال لي عبد الواحد: انطلق, فهذا رجل مشغول بنفسه.
290 - حدثني محمد، عن أبي عمر الخطابي، قال: حدثني رجل من أهلهم، قال: كان عتبة الغلام يبكي, حتى تمتلئ راحته بدموع عينيه، ثم يمسح بها وجهه ورقبته, ويقول: إلهي وسيدي، لا تخزني يوم يقوم الحساب, قال: وكان إذا سمع النداء بكى.

الصفحة 171