كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

291 - حدثني محمد، قال: حدثني الفضل بن دكين، قال: كان حسن بن صالح إذا نظر إلى جنازة أرسل عينيه بأربع! قال: ودخلنا معه مرة نعود مريضا, فنظرت إليه يبكي, حتى جرت دموعه على لحيته.
292 - حدثني أبو عبد الله التيمي، قال: حدثني عيسى بن هارون بن أبي شيبة، عن عم له كان يكثر مجالسة حسن بن صالح, قال: سمعت حسن بن صالح يقول بعد طلوع الفجر في بيته: وا أهوالاه, فلو كان هولا واحدا لكفى، ولكنها أهوال شتى, ثم زفر.
293 - حدثني أبو عبد الله التيمي، قال: حدثني خالد بن الصقر السدوسي، قال: كان أبي خاصا لسفيان الثوري, قال أبي: فاستأذنت على سفيان في نحر الظهر، فأذنت لي امرأة، فدخلت عليه وهو يقول: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم} ثم يقول: بلى يا رب, بلى يا رب, وينتحب, وينظر إلى سقف البيت ودموعه تسيل, فمكثت جالسا كم شاء الله، ثم أقبل إلي، فجلس معي، فقال: مذ كم أنت ههنا؟ ما شعرت بمكانك.
294 - حدثني محمد بن إدريس، قال: قال الضحاك بن مخلد: رأيت هشام بن حسان إذا ذكرت الجنة, أو النبي عليه السلام، بكى حتى تسيل دموعه. ورأيت ابن عون تدور الدموع في عينيه ولا تخرج.

الصفحة 172