كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

299 - حدثني يحيى بن أيوب، قال: حدثنا عبد الله بن كثير، قال: قيل لعمر بن عبد العزيز: ما كان بدء إنابتك؟ قال: أردت ضرب غلام لي، فقال: يا عمر, اذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة.
300 - حدثني أبو حاتم الرازي، قال: حدثنا موسى بن أيوب، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة: أما بعد، فإني أذكرك بليلة تمخض بالساعة، فصباحها القيامة، يا لها من ليلة, ويا له من صباح كان على الكافرين عسيرا.
301 - حدثني أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن سابق، قال: حدثنا مالك بن مغول، عن جنيد، قال: بينما الحسن في يوم من رجب في المسجد، وفي يده بلبلة، وهو يمص ماءها، ثم يمجه في الحصى, ثم تنفس تنفسا شديدا، ثم بكى, حتى رعدت منكباه، ثم قال: لو أن بالقلوب حياة، لو أن بالقلوب صلاحا, لأبكيتكم من ليلة صبيحتها يوم القيامة, إن ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة، ما سمع الخلائق بيوم قط أكثر فيه عورة بادية، ولا عين باكية من يوم القيامة.
- بكاء آدم صلى الله عليه وسلم
302 - حدثنا منصور بن بشير، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن ذكوان، عن الحسن، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أباكم آدم صلى الله عليه وسلم كان طوالا مثل النخلة السحوق، ستين ذراعا, وكان طويل الشعر، مواريا العورة, فلما أصاب الخطيئة, بدت له سوأته، فخرج هاربا في الجنة, فلقيته شجرة، فأخذت بناصيته، فأوحى الله إليه: يا آدم, أفرارا مني؟ قال: لا يا رب، ولكن حياء مما جئت به, قال: فأهبطه الله إلى الأرض, فلما حضرته وفاته، بعث الله بكفنه وحنوطه من الجنة, فلما رأت حواء الملائكة, ذهبت لتدخل دونهم، فقال: خلي بيني وبين رسل ربي، فما لقيت ما لقيت إلا من قبلك، وما أصابني ما أصابني إلا فيك, فغسلته الملائكة بالماء والسدر وترا، وكفنوه في وتر من الثياب، وألحدوا له، ودفنوه، وقالوا: هذه سنة ولد آدم من بعده.

الصفحة 174